السؤال: شيخنا ما قولكم في الفتنة الدائرة الآن من الكلام عليكم وعلى بعض مشايخنا الكبار من بعض حدثاء الأسنان الذين لم يحصِّلوا بعد أَبجديات العلم، وكذا اتهامكم بأمور نعرف أنكم منها براء, ولكن من أجل بعض إخواننا الذي ما زالوا في البدايات ونخاف عليهم.
نسأل: من الأمور التي تثار وتتهمون بها أنكم – زعموا – تثبتون صفة الأعين لله عز وجل مع أن السلف يثبتون صفة العينين استدلالاً بحديث الدجال – المعروف –
الشيخ: الحمد لله نحمده وستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعد:
أنا في نفسي وفي مقامي أدنى من أن أبتلى مثل هذا البلاء , وقد سئل الإمام الشافعي رحمه الله -: أيهما أفضل للرجل أن يُمكّن أم أن يبتلى , فقال: سبحان الله وهل يمكن العبد حتى يبتلى.
وسنة الله جارية في أنبيائه وأوليائه وعلماء الدين أنهم يبتلون بالسفهاء تارة وبالحسّاد تارة أخرى، وبقليلي الإدراك والفهم وقليلي العلم وقليلي الورع والتقوى تارة أخرى.
ولذا قال سفيان بن عينية : إذا رأيتم الناس قد أجمعوا على مدح رجل فاتهموه، وإذا رأيتم الناس قد أجمعوا على قدح رجل فاتهموه, فإنّ المؤمن بين مادح وقادح.
الشيء الذي ابتلينا فيه هذا الكردي، وفي الحقيقة طُلب مني كثيراً أن أرد، وقلت: "البعوضة لا تضرب بالصاروخ"، ولشيخنا الألباني -رحمه الله- فقه في الرد, وينبغي أن نترسم فقهه, وينبغي أن نثبت على ما منحنا الله تعالى إيّاه من علم وحب للطلب وحرص على خدمة العلم وتراث علمائنا الأجلاء رحمهم الله تعالى، فكان رده إما بمقدمات الكتب أو في الحواشي أو في التخريجات أو مناسبة تأتي, وهذا الذي فعلته, فقد رددتُ على نكرةٍ, لا يعرفه أحد, لا من طلبة العلم ولا من غيرهم.